المتابعون

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

قطريون: تدخلنا في ليبيا حتى لاتنفرد أمريكا وحدها بالسيطرة على العالم..!!!!!

قطريون: تدخلنا في ليبيا حتى لاتنفرد أمريكا وحدها بالسيطرة على العالم..!!!!!


تخوض قطر حربا ضروسا على الارض الليبية ضد نظام القذافي. هذا الاستنتاج ليس عفويا او متأثرا بتغطية قناة الجزيرة وتحريضها على القذافي، بل هو ناتج لنشاطات قطرية على الارض عرض لها الإعلام الغربي ورصدها جيدا.
أصبحت قطر خلال الأشهر القليلة الماضية فاكهة معظم الموائد البحثية، من مراكز ابحاث روسية، الى خلية عمل سياسية داخل مستشارية المانية في برلين، ووصولا الى المعهد الملكي للعلاقات الدولية في لندن.


يقارن كاتب بريطاني محترم الوضع القطري بوضع حزب المحافظين عام 1904 حين قال عنه تشرشل انه فاسد محليا وعنيف خارجيا. لكنه في الحالة القطرية فاسد خارجيا وعنيف محليا.
يتمثل الفساد في وضع قطر الخارجي، بما يرشح حاليا من التحقيقات حول صفقات مشبوهة مكنت قطر من الفوز بتنظيم كأس العالم 2022. وعنفه محليا بعدم وجود حياة برلمانية وديمقراطية تمكنه من الزهو على جيرانه او تبرر نصرته لشعوب عربية باسم حق هذه الشعوب ديمقراطيا.
تبدو في مقالات وبحوث وأوراق عمل أحاديث الغيرة واضحة. واخرون يبررون صعود قطر بأنها مسألة نظام صغير لديه ثروة كبيرة ومستعد للعب ادوار لصالح الغرب وفي مناطق يصبح وجود الغرب مشبوها فيها.
ويعللون ذلك بالدور القطري في ليبيا حيث تشير المعلومات الى ان قطر تملك اليوم على الارض الليبية خلايا عمل من جنسيات قطرية وليبية وحتى اوروبية ممولة من المال القطري.
طائرات تضرب طرابلس تحمل العلم القطري واخرى تدمر الدبابات والمنشآت الليبية بقنابل دفع ثمنها قطريا. وسفن تنزل حمولاتها في بنغازي ومصراتة وتحوي قذائف فرنسية مضادة للدبابات مغلفة بأشرطة هدايا تحمل علم قطر.
وتتحدث ليبيا عن "باب نويل قطري" وهو رجل ملتح يجوب أزقة بنغازي برفقة حراسة كثيفة وبيديه شنطة مليئة بأوراق البنكنوت يوزعها على الثوار وعوائلهم هدية من أمير قطر وأهلها الطيبين.
كما اصبح من المعتاد رؤية قطريين يوزعون أدوية تصل الى شرق ليبيا مرسلة من الهلال الأحمر القطري وأغذية منوعة مقدمة من جمعيات خيرية قطرية ويشرف قطريون على تفريغها في ميناء بنغازي.
يبتسم سياسيون غربيون وهم يرون الدور القطري يتعاظم وبإمتنان بالغ يمتدحون الموقف القطري الذي أنقذهم من التدخل المباشر بريا والنزول الى الأرض والخوض في مستنقع يماثل افغانستان. يقول هؤلاء أن العرب يفهمون بعضهم البعض. المهم هو النتائج دون التورط في التعامل مع شيطان التفاصيل.
يقدر أحد الباحثين البريطانيين في حوار داخل احدى ورش المعهد الملكي للعلاقات الدولية أن قطر قد تحملت حتى الآن اكثر من الفي مليون دولار اميركي في تمويلها للعمليات وفي المعونات الانسانية.
ما يثير الانتباه هو ان القطريين تعهدوا بدفع جزء كبير من تكلفة العمليات الحربية للجيش الفرنسي وحتى البريطاني وتتحدث الأوساط العسكرية البريطانية أن ميزانية العمليات القتالية في ليبيا ليست ضمن الميزانية السنوية المعتادة لوزارة الدفاع وانه قد تم وضع صندوق مستقل تصب فيه أموالا عربية وقطرية على الأخص.
يدور في قطر نفسها حوار داخل الجامعات القطرية حول تكلفة التدخل. ويتساءل بعض أفراد العائلة الحاكمة من آل ثاني بإمتعاض عن ثمن هذا التدخل وهل قطر في حاجة للتورط عسكريا مع الغرب ضد نظام عربي كان صديقا مقربا الى قطر قبل أشهر فقط، وهو بلد لا يتورع نظامه عن تصفية اعدائه في الداخل او الخارج.
يدافع القطريون داخل صوالينهم عن تدخلهم في ليبيا بدواع كثيرة منها ان التدخل يأتي ضمن مفهوم التدخل الإنساني في العلاقات الدولية خاصة وان القذافي كان في طريقه الى تنفيذ مجزرة بشرية ضد الثوار واهالي شرق ليبيا.
ويشيرون الى ان التدخل القطري حقق للناتو مشروعية اقليمية للقيام بمهامه بدلا من ظهوره كعدوان غربي على بلد عربي ومسلم، وان التدخل القطري يأتي ليعوض ضعف الجامعة العربية وتهاونها عن القيام بدور حاسم يحمي مواطني دولة عربية من نظامها.
ويتباهى بعض العاملين بوزارة الخارجية القطرية في أحاديثهم مع الاعلاميين العرب في ان انخراطهم في الهجوم على ليبيا والعمل ضمن قرار 1973 الأممي، هو توجه للحد من تفرد الولايات المتحدة في العمل كشرطي للعالم، وانه يمكن لجهد جماعي اوروبي عربي ان يحل محل اميركا وسطوتها.
لكن المنتقدون للقيادة القطرية على قرارها وهم كثر داخل قطر، يشيرون الى ان المشاركة مكلفة جدا، لا في الجانب الاقتصادي منها فقط، بل يتجاوز ذلك الى الجانب السياسي. فماذا لو استمر النظام الليبي على قيد الحياة كما هو الان؟
ويثير فزع القطريين أمر مهم وهو المباحثات السرية التي تدور وراء ظهورهم ودون مشاركتهم، فقد اشارت مصادر ليبية ان القطريين وجهوا لوما كبيرا لقيادة المجلس الانتقالي على عدم اطلاعهم على الاتصالات مع نظام القذافي.
ويراقب القطريون بإنزعاج ما يحدث في جزيرة جربة من اتصالات بين طرفي النزاع الليبي دون ان يكون للقطريين دور يذكر سوى دفع الاموال وتسهيل وصول المؤن لبنغازي.
وكانت القيادة القطرية منتشية بما حدث في مصر وتونس قد بنت قرارها بالتدخل العسكري على قصر الزمن المتوقع للعملية العسكرية في ضوء المعلومات التي امدها بها الثوار من ان قوات القذافي تعاني من سوء التجهيز والإمداد وقلة الرجال. لكن الوضع سرعان ما انجلى وان القذافي يجيد فن المناورة وان جيشه تحول بقدرة قادر الى ثوار ايضا يكرون ويفرون، يثخنون ويطاعنون، مما أربك حسابات القطريين والناتو ككل وجعل الأمر مكلفا عسكريا وسياسيا واقتصاديا ولا يزال.
على الرغم من هذه الحالة المتشائمة إلا ان قطر قد تنتشي قليلا بسماعها لسان حال الثوار الليبيين وهو يردد الشكر على التدخل في موقف اخلاقي لنصرة اشقاء عرب أمام ديكتاتور لا يحمل معه سوى الدم.
لكن في قطر تكبر الاسئلة، ويتم تداول الارقام المكلفة وينزل القطريون الى الواقع السياسي بعيدا عن الشعارات متسائلين عن كم هي الكلفة التي تتحملها قطر في ظل صمت رسمي مطبق في دولة تملك آلة اعلامية تنادي بالشفافية.
الوطن الليبية

الزائرون

أرشيف المدونة الإلكترونية