المتابعون

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

كتاب تحت رماد الحرب العاصفة أسرار حرب العراق

الكتاب تم كتابته بين الفترة من 14/4/2003 وحتى 13 /5/ 2003 والأمور خلال هذه الفترة كانت لاتزال غامضة خاصة الوضع السياسي وخطط الطوائف الحاقدة المرتبطة بدول أخرى كذلك فإن نزعة المؤلف التقريبية تجعله ينأى عن الحديث عن الأدوار الخيانية للكثيرين .
" لقد وعدتموني وحلفتم الأيمان الغليظة ان تقاتلوا العدو وحتى النهاية , ولكنكم والله لم تقاتلوا كما وعدتم , ولم يقاتل غير الفدائيين والقيادة ( يقصد نفسه) ثم دعا إلى الصبر وتدارك الضعف الذي حصل والعودة إلى القتال وأن الأيام القادمة ستشهد عملاً متواصلاً لطرد الغزاة من بغداد , ثم توقف يبكي أثناء الخطاب ثلاث مرات , ثم وعد بالإستمرار وأنه ثابت ومستمر بالجهاد حتى آخر قطرة من دمه وختم كلامه بالتكبير وهو يردد , الله أكبر وليخسأ المجرمون . ثم ختمت الإذاعة البائسة بثها بآخر سلام جمهوري في عهد صدام ليتوقف البث إلى الأبد . صدام في ليل ذلك اليوم الكئيب9\4\2003 موجهاً خطابه لأعضاء حزب البعث في بغداد .
شهد الأسبوع الذي سبق الحرب أحداث كثيفة عاشها أهل العراق , فقد فر مايقارب المليون شخص خارح البلاد إلى الدول المجاورة بعد إصرار أمريكا على أن تخوض الحرب مع حلفائها دون أي غطاء شرعي او قانوني ومضت في غطرستها وتأليهها لنفسها وأنذرت الرئيس العراقي بأن يقدم دليل براءته خلال 48 ساعة !!
بدأ الغزو البربري على العراق بعدما مهد الإعلام لتلك الكارثة الإنسانية بكل الوسائل المتاحة وإستخدام الحرب النفسية والإعلامية التي غطت العالم بأسره ورفعت أمريكا شعار ( الصدمة والترويع) لهذه الحرب لفتح باب السيطرة على العالم وفرض العولمة والنظام الدولي الجديد
في فجر يوم الخميس في الساعة الخامسة بعد إنتهاء الإنذار القصير للعراق। بدأت الحرب الظالمة وسمعنا صوت صفارات الإنذار بعد دوي القصف الجوي والصاروخي على بغداد وإستمر القصف طوال اليوم والأيام التي تلت وبدأ البث التلفزيوني العراقي الخاص بتغطية الحرب في الساعة الثامنة صباحاً , وسمعنا خطاب الرئيس صدام الحماسي والقصير في الثامنة والنصف , وبدأ الإعلام العراقي يشد من أزر الشعب بالأغاني والأناشيد الوطنية الحماسية , ثم صدر البيان الأول معلناًُ بداية الهجوم البري الأمريكي الأول على أم قصر, تلك المدينة الصغير الباسلة التي تقع على الحدود العراقية الكويتية وبدأت القوات الأمريكية تتدفق على جنوب العراق والفاو والبصرة من حدود الكويت
وقعت معركة أم قصر في اليوم الأول من الهجوم البري المتدفق من حدود الكويت!!! ورغم صغر هذه القرية إلا أن العراقيين لم يتركوها لقمة سائغة للأمريكان بل أن قوات الجيش المتواضعة الموجودة فيها قاتلت وصمدت صمود الأبطال وكبدت العدو خسائر فادحة وإستطاعت أن تصمد لمدة 17 يوما أمام الغزو الغاشم علماً بأنها كانت محمية من قبل الفرقة 11 والفرقة 51 واللتين كانتا من أضعف الفرق في الجيش العراقي وتوالت الصدمات للقوات الأمريكية في البصرة والناصرية والنجف
كانت إستراتيجيات الدفاع العراقي في بغداد ومراكز المحافظات إشعال النفط الأسود في أسوار بغداد وحول المدن الكبيرة للتأثير على أجهزة الرادار والمراقبة والطيران لقوات الإحتلال ما ساعد في إرباك خطط العدو طوال الأسبوع الأول والثاني من الحرب وترسخت قناعات العدو الأمريكي أن يبقي قواته في الصحراء متجنباً دخول المدن بعد أن صدمته روح التحدي والبطولة لدى العراقيين داخل المدن وخصوصاً بعد معارك الناصرية والتي جرى التعتيم عليها بسسب إرتفاع صوت المعارضة الأمريكية للحرب وخشيةً من تأليب الرأي العام العالمي والأمريكي والبريطاني وجاءت النصرة من عند الله بالعاصفة الرملية والأعاصير الشديدة والتي دامت ثلاثة أيام ساعدت في زيادة الخسائر ومال ميزان المعركة لصالح الصمود العراقي رغم عدم التكافؤ في الإمكانيات والمعدات
ومما يذكر أنه في معارك الناصرية وحدها تم إسقاط 20 طائرة سمتية من نوع آباتشي وطائرة سمتية من نوع الكوبرا وتدمير مئات الدبابات والناقلات وتكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح , ورغم ضعف الإمكانيات لدى الإعلام العراقي إلا أنه كان الأصدق قياساً بالإعلام الأمريكي الذي إعتمد على الزيف والخيال , ومع بداية الأسبوع الثالث بدأ الحديث عن تغيير الخطط المعدة نتيجة للهزائم المتلاحقة من البصرة والنجف والناصرية والسماوة وكربلاء وحتى الأنبار وقضاء البعاج بالموصل وفشلت العديد من الإنزالات في الرطبة واليوسفية وتقهقر التحالف بشكل ملحوظ
.بدأ العمل الإستشهادي بالدخول إلى ساحة المعركة بعد عملية الشهيد على النعمان في النجف والتي لم يعرف بالتحديد آثارها نظراً لضعف الإمكانيات العراقية إلا أن المصادر الإعلامية اكدت قتل 11 جندياً أمريكياً وتدمير دبابتين وناقلتي جنود آنذاك , وكذلك عملية إسقاط الآباتشي على يد الفلاح العراقي على لفتة بكربلاء ببندقيته (البرنو) يوم الإثنين 31/3 والعملية المزدوجة للشهيدتان نورا الشمري ووداد الدليمي في مدينة الرمادي 4\4 مطلع الأسبوع الثالث للحرب في مدينة الرمادي والتي تكتم الأمريكان على خسائرها كالعادة , ورغم إستبداد النظام الحاكم بالعراق وحرمانه لقطاعات عريضة من الشعب بالمشاركة إلا أن الجيش والفدائيين والمقاتلين العرب والعشائر وباقي قطاعات الشعب شاركت في القتال يداً واحدة طوال الأسبوعين الأولين للحرب , وقد حدثني الكثير من شهود العيان أن مئات الأسرى الأمريكان قد تم عرضهم على الناس وحجزهم في أماكن مخصصة تمهيداً لإستلام الأوامر بشأنهم , وقد ذكر لي أحد الثقات أنه في إنزال غرب الأنبار في الأسبوع الأول بين الرطبة والقائم تم قتل 50 أمريكي وأسر 75 جندي أخر تم حجزهم عند قبيلة البونمر ولم يسلموهم إلى الدولة بسبب إشكال قديم بينهم وبين السلطة , مما دعا الرئيس العراقي صدام حسين إلى إسترضائهم وإكرامهم على عملهم الباسل , وكذا الأمر في الناصرية حيث تم أسر عدد كبير من الجنود الأمريكان بعد معركة الناصرية , وقد حدثني شاهد عيان آخر عن مئات القتلى الأمريكان التي كانت رؤوسهم تلقى أمام صدام في بغداد , ممن كانوا حصيلة العمليات الفدائية في كل مكان ولكن بعد إفتعال الأمريكان ضجة حول عرض صور الأسرى الأمريكان أصبح عرض الأسرى والتصريح بعددهم من الأمور الحساسة في الإعلام العراقي ويقال أن صدام أمر بقتل من يقع في الأسر للتخلص من الإشكال الإعلامي والإتهامات الأمريكية . والمعارك يطول سردها وهي كثيرة حيث كانت المدن العراقية كلها ساحة حرب ضد العدو المحتل إلا أن ماجاء بعد ذلك والخداع الإعلامي الأمريكي زيف الحقائق ومما يذكر من البطولات الفردية أحد الفدائيين العرب والذي شد رجله حتى لايستطيع التراجع وكان يضرب العدو وقد أحرق دبابة وناقلة ثم استشهد وكان ذلك في منطقة حمدان حيث سميت المعركة بمعركة حمدان ويروي لنا الثقات أن امرأة خائنة أخذت ترمي بالنار على الفدائيين بسبب ولائها للأجنبي وإدعائها بغضها لصدام ثم قتلت بنار الفدائيين
{لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ }الحشر14
زادت ورطة القوات الغازية بعد أن ارتطمت بالعواصف الشديدة في الصحراء وتبين أن غالبية هذه القوات من المرتزقة حيث يزيد هذا العدد على نصف عدد الجيش الأمريكي وتبين أن الذي جيء بهم للغزو إنما هم ممن لم يحصل على الجنسية الأمريكية بعد ومن الأوباش واللصوص والمجرمين وممن يرغبون الالتحاق بقوات المرتزقة رغبةً في المال مقابل شروط من الجيش الأمريكي وهي ألا يعلن عن مقتلهم في حالة قتلهم وألا يحق لعائلاتهم المطالبة بمعرفة مصيرهم بعد مقتلهم ,ونود أن نشير هنا ان الجيش الأمريكي المنتشر في منطقة الخليج يمتاز بميزة أخرى ألا وهي تخصيص فرق للإخلاء والإنقاذ , فلا تكاد معركة أو هزيمة تنتهي لجنودهم حتى يسارع هؤلاء بواسطة فرق الإنقاذ لشفط وسحب كل ماعلى الأرض من قتلى ومعدات مدمرة وأي أثر يذكر لوجود معركة وبذلك إستطاعت أمريكا أن توهم العالم أنها لم تخسر طوال الحرب غير 150 قتيلاً وعدد بسيط من الجرحى مما يصور مدى تأثر هؤلاء بعقلية الكاوبوي والخيال وهذا حتماً سيؤدي يوماً ما إلى مأساة مروعة داخل أمريكا بعد أن تتكشف الحقائق كاملة .
العديد من المؤشرات كانت تشير إلى تماسك النظام العراقي خلال الأسبوعين الأولين للحرب بل أن الأمر قد تعدى ذلك وحتى يوم الإثنين 7/4/2003 حيث شاهدت بنفسي أوراق موقعة من البنك المركزي العراقي للمكافآت التي قرر صدام صرفها لمن يقتل أحد الغزاة أويسقط طائرة أو صاروخ أو يدمر دبابةأو مدرعة أو ناقلة جنود , فضلاً عن إنسيابية الأعمال الخدمية كالكهرباء والمياه وإستمرار عمل محطات البنزين بشكل إعتيادي دون إزدحام أو إرباك كذلك الرسائل التي كان يرسلها الرئيس صدام وتقرأ في وسائل الإعلام كالرسالة الموجهة إلى جلال الطالباني يحذره فيها من مغبة الإستمرار والتمادي في مساعدة المحتل في غزو الموصل وكركوك ورسالة جوابية أخرى ذات طابع معنوي إلى بنت أخيه ثريا برزان وكانت الرسالة تكنيها بأم احلام تأكيداً على الدور الأبوي للرئيس خلال هذه المرحلة العصيبة وكانت الرسالة تؤكد عدم السماح للغزاة بدخول بغداد وإختراق أسوارها إلا على أجسادنا , ولكن إنقلبت الأمور رأساً على عقب كما تابعنا ودخل الغزاة بغداد بشكل سيبقى مثيراً للتساؤل وحتى فترة طويلة , ولم يظهر صدام حسين بشكل علني إلا في الأيام الأخيرة من حكمه يومي الأربعاء والخميس ومعه مجموعة من السيارات والفدائيين الذين لم يزد عددهم ربما عن 100 فدائي حيث ظهر في جامع الإمام أبي حنيفة ظهراً بحدود الساعة الواحدة يوم الأربعاء9/4 , وقد رآه عدد من أهالي الأعظيمة من أصدقائي وأخص منهم الأخ أبودعاء الذي قام بمصافحته ومعانقته وهو يقول له (أنتم اهل الأعظيمة أبطال) كما إلتقيت بأكثر من 10 أشخاص آخرين ثقة ممن رأوه وتكلمو معه في ذلك اليوم الحزين وقد شوهد أيضا
فجر الخميس في أحد مساجد الأعظيمة الصغيرة يقال أنه مسجد (بشر الحافي) .. وقد سمعنا عن إشتراك صدام في القتال مع الفدائيين الذين رافقوه في عدة معارك في المنصور والعطيفية والأعظمية يومي الخميس والجمعة , فضلاً عن معارك سابقة في القصر الجمهوري وساحة النسور واليرموك , ولقد سمعت بنفسي أصوات الرصاص لمعركة العطيفية دون أن أستطيع تأكيد وجود صدام مع المقاتلين .
"خرج صدام من بين أنقاض البيت الذي تهدم كلياً نتيجة القصف الشديد والخاطف الذي تم بإشارة من أحد الجواسيس والمتخاذلين من قادة الجيش( محاولة إغتيال صدام بالمنصور خلف مطعم الساعة ) الثلاثاء 8\4\2003, خرج صدام ينفض التراب عن بزته العسكرية وهو لايدري إنه بذلك كان ينفض يده من الحكم والسيطرة على مقاليد الأمور
قبل الحديث عن معركة بغداد نستطيع ان نقول أن صدام قد رحل عن عالمنا كما بدأ حياته ... رجلاً شجاعاً
عنيداً شديد العناد , تاركاً ملكه العظيم تعبث به أيادي المجرمين والسراق والطامعين والوصوليين
لقد كان صدام يعتقد أن نظامه سيصمد أمام العدوان لمدة لاتقل عن ستة أشهر ,حيث إنه قام بتوزيع الحصة التموينية للشعب لمدة سبعة أشهر كما أنه أمر بحفر آلاف الأبار في بغداد والمحافظات , وحث الناس على حفر الآبار في بيوتهم , ففي الأعظمية مثلاً حفرت مئات الآبار على مختلف الأنواع الصغير منها والكبير كذلك شمل هذا الإجراء كافة الوزارات والدوائر المهمة والمستشفيات ومراكز الشرطة , وقد صرح على لسان أحد وزرائه أنه مستعد لحرب طويلة حتى يتغير الموقف في العالم العربي والعالم لصالحه
السكان والعشائر الذين إستطاعوا الحصول على السلاح المحدود التأثير والجيش والحرس والفدائيين الذين تفانوا في الدفاع عن الوطن بدافع الحس الوطني وبحكم عملهم العسكري والفدائي .
حدثني أحد الثقات من ضباط الجيش أنه كان في مقر لأحد قيادات الجيش في جنوب بغداد يوم الجمعة 4/4/2003 وأنه شاهد إنزالاً أمريكياً في منطقة الرستمية , فذهب مع رفاقه إلى أحد المسؤولين في القيادة ليبلغهم بأنهم رأو رتلاً مكوناً من أكثر من ثلاثين مدرعة متجهة إلى الزعفرانية جنوب معسكر الرشيد فأجابهم اللواء بأن شاغلوهم بقوة مدفعية فقالوا له : ليس لدينا قوة مشاغلة لأننا موقع قيادة ولانمتلك غير الأسلحة الخفيفة وبضع قاذفات دروع لحماية الموقع , فأجابهم : سيتم إرسال قوة من الحرس الجمهوري إلى المكان , وفي اليوم التالي فوجيء الضابط بأن إنزالاً ثانياً قد وقع في نفس المكان بعد 24 ساعة دون وصول أي قوة إلى هذا المكان , حيث عمل الأمريكان عقدة محصنة في المكان وبدأو يغذون قواتهم في الزعفرانية ومعسكر الرشيد وكانت هذه صورة من صور الإرتباك التي بدأ الجيش يمر بها مع بداية الأسبوع الثالث
قامت قوات الحرس الجمهوري في اليوسفية بالإلتحام مع قوة انزال أمريكية هناك وقد تكبد الجانبان خسائر فادحة وتمكن الحرس الجمهوري من تطهير المكان من قوات الإنزال وبعدها بيومين حدث إنزال كبير في منطقة السيدية قرب جسر البياع السريع , وقد حدثت معركة كبرى بين الطرفين يومي الأربعاء والخميس 2-3\4\2003 في هذه المنطقة على طريق الحلة-بغداد , وقد شاهدت بنفسي الدمار الكبير والآليات والدبابات العراقية المدمرة إلا أن الأليات والمعدات الأمريكية إنتشلت من قبل فرق الإنقاذ بعد المعركة , وقد تكبد الاعداء خسائر كبيرة كما أوضح البيان العراقي للجيش يوم الخميس 3\4\ وكادت قوات التحالف ان تصل إلى جامعة بغداد في الجادرية في جانب الرصافة المقابل للسيدية لو قدر لهم ان يعبروا جسر السيدية , ولكن العراقيين إستطاعوا أن يلحقوا بقوات الغزو خسائر جسيمة وأن يطردوهم من السيدية على طريق الحلة ويروي شاهد عيان أن قوة من الأمريكان إستولت على الجسر من جهة الكرخ نهار الأربعاء وكانت تطلق النار على أي عراقي ترصده حتى إذا كان طفلاً لإرهاب الناس , ولاتزال آثار المعركة والدروع والسيارات المحترقة والمباني المدمرة إلى اليوم 15/4- حيث رأيتها بنفسي , ويقال ان صدام وقصي ظهرا لاول مرة وهم يشاركون الجيش والحرس والفدائيين في هذه المعركة , ثم ظهر صدام مرة ثانية في معركة اليرموك عند ساحة النسور يوم الجمعة 4\4\ ثم المنصور فالأعظمية قبل أن يختفي نهائياً.
" وكان صدام يحمل على كتفه قاذفة دروع , وقيل انه أصاب دبابة أمريكية وأحرقها في ميدان المعركة وكان معه عدد كبير من الفدائيين وقوات الحرس والجيش "
(نقلاً عن شاهد عيان في معركة السيدية)
لاحظ الفدائيون وقوات الدروع أن الدبابات الأمريكية مصنوعة بطريقة تقاوم قاذفات (RBG-7) وذلك لكونها مزودة بمجال مغناطيسي يقوم بحرف القذيفة عن الدبابة وإنفجارها بعيداً عنها ولايمكن إصابتها إلا بنوع من الصواريخ يسمى (تاو) أو قاذفات الهاون ولكن ذلك يتطلب إعداد طويل وخبرة عسكرية مدربة جيداً لذلك توصل المقاتلون إلى أن تغليف القذائف بكيس بلاستيكي يجعلها تصيب الهدف وتلغي أتر المجال المغناطيسي وكان ذلك ذو أثر فعال في ميدان المعركة وقد جرب ذلك بشكل كبير في معركة السيدية ومن ثم بعد ذلك في معركة المطار والأعظمية وأدي إلى تدمير المئات من الدبابات والمدرعات والناقلات الأمريكية
- حدثني أحد شهود العيان أنه شهد معركة التويثة جنوب معسكر الرشيد,حيث كان الهرج والمرج في بغداد قد جاوز الحد في يوم الثلاثاء 8/4 , وكان الوضع مضطرباً والجيش محتاراً بين أوامر الإستسلام وروح المقاومة والتصدي للدفاع عن بغداد , وبينما كانت قطعات من الحرس الجمهوري في طريقها للإنسحاب إنبرى عقيد ركن من الحرس الجمهوري في منطقة التويثة في طريق المدائن وقال للضباط والجنود من وحدته , إنني قررت أن أبقى هنا لأدافع عن بغداد ولن أنسحب حتى أموت أو يكتب الله لنا أمراً , ونزع رتبته من كتفه , وقال اليوم ليس يوم رتب ولكنه يوم جهاد وتصدي للمعتدين , فمن يريد أن يبقى معي فمرحباً به , وإلا فالبيت ليس ببعيد ونحن على أطراف بغداد , فبقىمعه أكثر من 150 فدائياً من وحدته التي كانت منسحبة من معارك العزيزية والمدائن وبقوا ينتظرون رتلاً أمريكياً مكوناً من ستين دبابة كان قادماً من طريق المدائن خلف السدة المحاذية للطاقة الذرية , فهجموا عليهم دفعة واحدة وكأنها هبة رجل واحد , وإستطاعوا أن يدمروا 45 دبابة من الرتل ويقتلوا مئات الجنود الأمريكان ولم يستشهد منهم سوى 25 شهيداً , وهكذا إنتهت معركة التويثة بنصر مؤزر لجيش العراق ورجاله المخلصين .

§ حدثني احد ضباط الحرس الجمهوري في منطقة الفرات الاوسط ( المسيب – الحلة – الكوت ) ان المعنويات كانت مرتفعة لحد منتصف الأسبوع الثالث للحرب وأن الأمريكان لم يستطيعوا أن يحرزوا نصراً يفتخر به وان صمود ام قصر لأكثر من أسبوعين كان دليل كبير على مأزقهم وأنه قد تم سحب وحداتهم إلى بغداد لإعادة تنظيم صفوفهم وقد عادوا بملابس مدنية وإضطروا لإستخدام سيارات مدنية لنقل معداتهم وإشتركوا في معركة السيدية حيث حدثت معركة كبيرة هناك بين الحرس والجيش الأمريكي وإستشهد فيها 300 جندي وأكثر من 7000 مدني , وتم تكبيد العدو اكثر من 2000 قتيل و3000 جريح مع عدد من الدبابات والمدرعات والناقلات وصلت لأكثر من 100 ويذكر هذا البطل أن الأمريكان كانوا مرعوبين من الحرس والفدائيين والجيش ولكن التخاذل والخيانات والإختراقات كان لها أثرها ومنها الذي أدى إلى إبادة عدة فرق وألوية بكاملها منها اللواء العاشر المدرع الذي كان أقوى لواء مكلف بالدفاع عن بغداد , حيث دمر أثناء تنقله في القصف الجوي , وقد أدى هذا الإرتباك والإضطراب ومن ثم الإختراق والتخاذل أن قام صدام بإعدام أكثر من 30 ضابطاً كبيراً من قادة الحرس الجمهوري وأركان الجيش والآمرين وبعض قيادات الجيش وقد ذكرت لي أسماء عديدة ولكن الأمانة العلمية تقتضي عدم ذكر أياً منها خشية إتهام الأبرياء بهذه التهمة الخطيرة المخلة بالشرف والإنتماء للبلد .
. بدأ إنزال القوات الغازية للمطار يوم الأربعاء وتم تعزيزه يوم الخميس من عقدة أبي غريب وقد حسمت المعركة يوم السبت لصالح العراق ثم زاره الصحاف بصحبة الصحفيين يوم الأحد صباحاً , وبدأ الإنزال الثاني الأحد بعد الضربة النووية التكتيكية حيث إستقر وضع المطار لصالح القوات الغازية وظهر الصحاف كاذباً بعد أن إستخدمت أمريكا أسلوب الكاوبوي وهوليود وإستطاعت أن تطعن في مصداقية الإعلام العراقي بعد ضربتها النووية المحدودة على منطقة تواجد الحرس في المطار .
- وقد حدثني أحد شهود العيان من ضباط الحرس الجمهوري ألذين شاركوا في معركة المطار وهو يصف الجثث المحترقة والمتفحمة التي شاهدها بعينه فقال : رأيت أحد الجنود المتفحمين كلياً في الطابق الثالث لإحدى بنايات المطار والغريب أننا لم نجد أي كسر في الزجاج أو هدم في البناية , وهو يتساءل مستغرباً كيف تفحم هذا الجندي دون ان تتضرر البناية ؟ كما وجد شهيداً أخر قد إحترق كل جسمه ولم يبق غير الهيكل العظمي , ولم يعرف أين ذهب لحمه المحترق وكيف فصل عن العظام . ويقول أنه شاهد شهيداً أخر متفحماً وحين أمسك يده فصلت عن جسمه مباشرة وسقطت يده على الأرض والكثير من المشاهد الأخرى وأكد لي أن هناك سلاحاً مجهولاً قد إستخدم لإبادة كل من كان في المطار في تلك الساعة , ولابد أن يكون ذلك السلاح جديداً ومحرماً دولياً لأن الأمريكان منعوا الصحفيين والإعلام من دخول المطار إلا أماكن صغيرة محددة لتصوير إحتلال المطار يوم الإثنين 7\4 ثم أصبح الحظر على المطار كلياً بعد قصف فندق مريديان ومركز قناة الجزيرة صباح الثلاثاء 8\4 ولغاية 18\
نقلت لكم ملخص لكتاب تحت رماد الحرب العاصفة
وفي النهاية اقول:
رحل صدام وترك لنا أرثا من البطولات والمآسي لن تمحوه الايام وسيبقي في ذاكرة البشرية لمئات السنين
رحم الله صدام ورحم كل الشهداء و الابطال من ابناء العراق الاشاوس وسيذكر التاريخ بطولاتهم فهم احياء بما قاموا به من اعمال ستذكرها الاجيال القادمه وتسطر باحرف من نور

الزائرون

أرشيف المدونة الإلكترونية