المتابعون
الخميس، 15 سبتمبر 2011
عالم أميركي يثير الذعر في أميركا والخارج بثورة (دموية) في بلاده
وكالات
جيرالد سيلانتي من موليد ٢٩/١١/١٩٤٦ هو كاتب وباحث وعالم أميركي متخصص بعلم حديث معروف باسم علم المستقبل. وأسَّس في العام ١٩٨٠ معهد بحوث متخصصاً في رصد التوجهات المستقبلية العامة. ومنذ ذلك الحين يصدر هذا الباحث الأميركي توقعات سياسية واقتصادية واجتماعية تحققت فعلاً لاحقاً، ومن أبرزها توقعه بانهيار الاتحاد السوفياتي قبل نحو سنتين من سقوط هذه الامبراطورية، كما توقع انهيار سوق الأسهم في أميركا منذ العام ١٩٨٧، والأمثلة كثيرة. وهذا الرجل يحظى باحترام كبير في الأوساط الاعلامية الكبرى والأوساط العلمية داخل الولايات المتحدة الأميركية وخارجها، لأن توقعاته تستند الى أسس علمية، ولا علاقة لها بنمط التوقعات الفلكية والأبراج وغير ذلك مما له علاقة بهذه الظاهرة الرائجة... والتوقعات التي أطلقها جيرالد سيلانتي في الآونة الأخيرة من المحطة الإخبارية الأميركية الشهيرة فوكس نيوز أثارت موجة من الذعر في أميركا وخارجها، وتتناقلها اليوم المواقع الإلكترونية على مدار الكوكب. وأكثر ما أثار الذعر أن سيلانتي لم يتحدث عن توقعات مستقبلية متوسطة أو بعيدة المدى، وانما عن المستقبل القريب جداً ومداه بين عامي ٢٠١٢ و٢٠١٤!
ما هي هذه التوقعات؟ يقول جيرالد سيلانتي بصراحة وبكلام مباشر: ستقع ثورة في هذا البلد الولايات المتحدة الأميركية. ويضيف: لم يحن وقتها بعد ولكنها على الطريق. ويقول إن هذه الثورة ستقترن بأعمال شغب واسعة النطاق واعتصامات وانتفاضات ضد الضرائب والبطالة والجوع! ويوضح أن الغذاء سيكون الهمّ الأول لدى الناس، ويعبّر عن ذلك بجملة موحية يقول فيها: سيكون وضع الطعام على المائدة أكثر أهمية من وضع الهدايا تحت شجرة الميلادص! وأكثر ما أثار الرعشة في نفوس مستمعيه من الأميركيين والخارج قوله إن الدولار الأميركي سينهار وسيفقد حتى حدود ٩٠% من قيمته في المستقبل القريب المنظور، وستتدهور مبيعات محلات التجزئة، وان الولايات المتحدة الأميركية على الطريق لأن تتحول الى دولة متخلفة! وان الوضع سيكون أسوأ من حالة الكساد الكبرى في ثلاثينات القرن الماضي!
يقول جيرالد سيلانتي إن ما سيفاقم الأزمة هو حالة الإنكار لحالة الركود الراهنة، وعدم الاعتراف بالجذور الضاربة عميقاً في المجتمع الأميركي لهذه الأزمة! ولذلك فإن أميركا ستمرّ في حالة انتقالية ما من أحد مستعد لها! ويضيف أن فقراء المدن سيهددون نظام المجتمع. وتوقعات أخرى تقول إن الطبقة الوسطى في أميركا والعالم قد تتولى قيادة الثورة الجديدة. ويضيف سيلانتي: سيتضخم عدد الفقراء والمشردين بوتيرة لم نشهد لها مثيلاً من قبل ، ومدن الخيام التي بدأت بالظهور سنرى المزيد منها. ويقول أيضاً إن مناطق شاسعة من الأراضي الخالية سيقطنها الناس بمجرد وضع اليد عليها، وستنتشر الجريمة بأشكال أكثر شراسة بفعل انتشار المخدرات. وثورة فقراء المدن كان قد تنبأ بها تقرير لوزارة الدفاع البريطانية صدر العام الماضي، وقال إن الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والطبقة الوسطى ستقود الى الثورة خلال ٣٠ عاماً!
اذا كان انهيار الاتحاد السوفياتي، وما تشهده المنطقة العربية اليوم من ثورات، يأتيان في سياق حتمية تاريخية واحدة تندرج في سياقها توقعات جيرالد سيلانتي، فذلك يعني أن النظام العالمي الذي قام بعد الحرب العالمية الثانية هو اليوم في طريقه الى الانهيار، ليفسح في المجال أمام نظام عالمي جديد لم تظهر ملامحه بعد
من اختطف أمريكا؟
بعد 10 سنوات من هذه المناسبة، أحيل القارئ الى الفيلم الوثائقي المهم loose change وهو من إخراج ديلان أفري، وهو فيلم يطرح كثيراً من الأسئلة ويجيب على عدد قليل منها، تاركاً الغالبية العظمى منها الى وقت لاحق، ربما بعد 15 عاماً عندما يتم الإفراج، ولو جزئياً، عن بعض الوثائق المتعلقة بأحداث نيويورك المشؤومة.
![]() |
المخرج ديلان أفري |
![]() |
منتجو الفيلم، من اليمين: جيسون بيرماس، كوري روي، ديلان أفري |
ثم ان الفيلم يطرح، اخيراً، التساؤل الذي حمله عنوان هذا المقال، ليثير في الذهن عاصفة من الاستفهامات حول الجهات التي اختطفت أمريكا ودفعتها إلى أتون حرب طويلة ضد عدو مجهول الملامح اسمه "الارهاب"، دون أن يحدد تلك الجهات بالاسم، وهذه إحدى أهم مميزاته، ربما.